أيدن وايت في ورشة عمل:
صحافة البحرين وتحديات التسييس والطائفية والأيديولوجية
|
ايدن وايت مع عيسى الشايجي، رئيس جمعية الصحافيين
|
لاتزال البحرين تشهد نقاشاً واسعاً وشفافاً حول مواضيع شتى تتعلق
بالحريات الإعلامية وتشريعاتها، في بلد يتلمس خطواته الأولى بحذر للعبور
باتجاه الضفة الديمقراطية. وفي هذا السياق، نظم الإتحاد الدولي للصحافة
بالتعاون مع الجمعية البحرينية للصحافيين ورشة عمل في 17/6/2009، حول
(الصحافة الأخلاقية)، حاضر فيها أمين عام الإتحاد الدولي أيدن وايت،
دعا فيها إلى تشكيل مجلس أعلى للصحافة يضمن دعم استقلالية الصحافة
ودورها في بناء الديمقراطية، ويبني حواراً مع المجتمع المدني،
ويتعامل مع الشكاوى التي تتعلق بالأخطاء الصحافية.
وأضاف: (المشكلة في بعض الدول أنها تعتبر الصحافة عدواً لها وتحاربها
بشتى الوسائل، وفي البحرين ما زال قانون الصحافة يناقش داخل لجنة من
لجان مجلس النواب). وانتقد وايت حكومة البحرين (التي أخّرت تمرير قانون
الصحافة لفترة ليست قصيرة)، لافتاً إلى أهمية خلق علاقة توازن بين
الصحافة والحكومة. وفيما يتعلق بالتحديات التي تواجه الصحافة في البحرين،
قال أنها (تتضمن تغطية الأحداث بشكل مستقل بعيداً عن التسييس، ولا
يخفى على أحد أن الصحف لها انتماءات سياسية أو أيديولوجية مختلفة)
حسب قوله، وتساءل: (هل بإمكاننا إيجاد تغطية معتدلة في ظل هذه الظروف؟،
وكيف يمكننا معرفة الغث والسمين بين هذا الكم من المعلومات؟ وكيف يمكننا
تصحيحها ووضعها في إطارها المناسب؟ هل نتمتع بالصدق والشفافية الكافية؟
كيف نتعامل مع أخطائنا وكيف نصححها؟، هل نكشف عن المالكين الحقيقيين
لصحفنا؟).
وكرر وايت بأن من بين أهم التحديات التي تواجه الصحافيين: (العمل
المستقل في تغطية الأحداث السياسية، وارتباط بعض الصحف بأحزاب سياسية
والميل إليها، ووجود نزعة طائفية). وشرح وايت مبادرة الإتحاد الدولي
للصحافة لتعزيز أخلاقيات الصحافة بأنها تسعى لتحقيق ثلاثة أهداف: (تطوير
مبادئ الإعلام والصحافة، وبناء قاعدة من الحوار بين الصحافة والمجتمع،
وإيجاد إطار ينظم العلاقة بين الصحافة والسلطة). وقال بأن هذه المبادئ
مستمدة أيضاً من ثلاثة أخرى هي: قول الحقيقة، والاستقلالية، والنزاهة
والإنسانية والتضامن. ووضع وايت ستة محددات يجب الالتزام بها في هذه
المبادرة وهي: (دعم حقوق جميع العاملين في الإعلام، ومنح الصحافيين
حق العمل تبعاً لما تمليه عليهم ضمائرهم، وتدعيم أنظمة موثوقة للتنظيم
الذاتي، ومساندتها وبناء تحالفات داخل الإعلام للدفاع عن الصحافة النوعية،
وتشجيع النقاش حول مستقبل الإعلام والصحافة، والعمل على إظهار دور
الصحافة المستقلة وقيم الخدمة العامة أثناء صياغة السياسات الإعلامية
على كافة المستويات، ورفع القيود على حرية الصحافة، ودعم حق الناس
في المعرفة).
ودعا وايت الصحافيين البحرينيين الى المشاركة في الحملة الإعلامية
والمبادرة لتعزيز أخلاقيات الصحافة، رغم عدم استبعاده لتدخل اصحاب
النفوذ لعرقلتها، الذين ـ وحسب تجربة وايت كما قال ـ أكدت له أن مالكي
الصحف (ليسوا دائماً يسعون للكسب المالي، بعضهم يسعون للسلطة أو النفوذ).
كما طالب مؤسسات المجتمع المدني التحرك وخلق مؤسسات تراقب مالكي الصحف
من الانحراف عن الحقيقة.
|