إيزابيل شيرر:
جاهزون لمساعدة المدافعين عن حقوق الإنسان العرب
منظمة الخدمة الدولية لحقوق الإنسان هي منظمة غير حكومية، تعمل
منذ 25 عاما في مجال حقوق الإنسان، وتتخذ من جنيف مقرا لها، وهي تقدم
الدعم للمدافعين عن حقوق الإنسان من خلال أنظمة الأمم المتحدة لحقوق
الإنسان والنظم الإقليمية الأخرى.
تضع المنظمة خبرتها بتلك الآليات والتي تمتد لسنوات عديدة، في خدمة
المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم، وخدمة المؤسسات الحقوقية الوطنية،
وذلك من خلال توفير المعلومات التحليلية والعملية، والتدريب على كيفية
الاستفادة منها.
(المرصد البحريني) التقت إيزابيل شيرر، مديرة منظمة الخدمة الدولية
لحقوق الإنسان، وأجرت معها هذا اللقاء.
هل لكم أن تحددوا لنا ما هو طبيعة عمل منظمتكم في
جنيف؟
تقوم المنظمة بمراقبة كل الاجتماعات الرئيسية المتعلقة بحقوق الإنسان
التي تقام في جنيف، ثم تصدر تقارير وتحليلات حول تلك المناقشات وتطوراتها
وسائر القضايا المهمة الأخرى، بما في ذلك مراقبة وإصدار تقارير عن
جميع جلسات كل من مجلس حقوق الإنسان، والمراجعة الدورية الشاملة، إضافة
إلى جلسات هيئات الأمم المتحدة التي تبحث في مدى امتثال الدول والتزامها
بمعاهدات حقوق الإنسان، فضلاً عن متابعة عمل المقررين الخاصين والفرق
العاملة بمجلس حقوق الإنسان. وقد يبدو للوهلة الأولى أن أنظمة الأمم
المتحدة المتعلقة بحقوق الإنسان معقّدة، لذلك كان من الضروري للمدافعين
عن حقوق الإنسان ـ وبالخصوص لأولئك القاطنين في القسم الجنوبي من العالم
ـ أن يكون لديهم فهماً واضحاً للمعايير القائمة والمعتمدة، ومختلف
الآليات المتوفرة، وأن يطلعوا على القضايا الرئيسية التي تجري مناقشتها
في الأمم المتحدة. وتلعب منظمتنا (الخدمة الدولية لحقوق الإنسان) دوراً
رئيسياً في توفير أحدث المعلومات الملخصة والموضوعية حول كل تلك الأمور.
تستخدمون تعبير (المدافعون عن حقوق الإنسان)، فمن
هو المدافع عن حقوق الإنسان بنظركم؟
يقدم إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن حقوق الإنسان تعريفاً
واسعاً لهذه المفردة، وهو: يعتبر كل شخص يعمل بشكل فردي أو بالتعاون
مع الآخرين من أجل تعزيز وحماية وتطبيق حقوق الإنسان والحريات الأساسية
على الصعيدين الوطني والدولي، مدافعاً عن حقوق الإنسان. فما يهم هو
النشاط بحد ذاته وتعزيزه، وليس هوية أو مهنة الشخص الذي يدافع عن حقوق
الإنسان. وهذا يعني أيضاً، أن أي شخص يعمل من أجل تعزيز وحماية أي
حق من حقوق الإنسان الأساسية (على سبيل المثال: الحقوق الصحية، والتنموية،
وحقوق العمال المهاجرين، وحقوق المعاقين) يندرج في إطار (المدافعين
عن حقوق الإنسان)، بحيث لا يقتصر المفهوم على الحقوق المدنيّة والسياسية
فقط.
تقولون إنكم تقومون بتسهيل استخدام نظام الأمم المتحدة
بالنسبة للمدافعين عن حقوق الإنسان: كيف يتم ذلك؟
غالبا ما يرغب المدافعون عن حقوق الإنسان والمؤسسات الوطنية الحقوقية
في جميع أنحاء العالم في التعامل مع منظومة الأمم المتحدة، ولكنهم
لا يعرفون السبيل لذلك: فمعلوماتهم ضئيلة، وفي أغلب الأحيان فإن إمكاناتهم
قليلة أيضاً. لذلك تقوم منظمتنا بتنظيم دورات تدريبية للمشاركين من
كل أنحاء العالم، حول نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. الدورات تقام
في جنيف مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، باللغة الإنجليزية أو الفرنسية.
و تتم الدورات أثناء انعقاد جلسات مجلس حقوق الإنسان أو الهيئات الحقوقية
الدولية الأخرى، بحيث يستطيع جميع المشاركين بشكل مباشر اكتساب الخبرة
في كيفية التعامل مع نظام الأمم المتحدة في هذا المجال. المتحدثون
في الدورات هم من الخبراء في مجالهم: (موظفين في مكتب المفوضية السامية
لحقوق الإنسان؛ سفراء؛ مقررين خاصين معنيين بحقوق الإنسان وغيرهم).
وتركز الدورات على التعليم العملي، حتى يتمكن المشاركون من إعادة استخدام
المهارات والمعارف التي يكتسبونها أثناء الدورات في بلدانهم. ويتلقّى
المشاركون في الدورات تدريباً في كيفية تقديم المعلومات إلى الهيئات
الحقوقية والمقررين الخاصين أو إلى "المراجعة الدورية الشاملة" لمجلس
حقوق الإنسان التي أنشئت حديثاً لدراسة تطورات أوضاع حقوق الإنسان
في جميع بلدان العالم. وبهذا يمكن للمدافعين عن حقوق الإنسان القيام
بدور رئيسي في جعل نظام الأمم المتحدة فاعلاً وذا مصداقية. و تحرص
منظمة الخدمة الدولية على إبقاء الإتصال وثيقاً مع المشاركين في الدورات
بعد العودة إلى أوطانهم، كما تقدم لهم كافة أنواع الدعم والمشورة الإضافية
حسب ما يبدونه من احتياجات.
|
شيرر: منظمتنا بصدد تنفيذ إستراتيجية جديدة للشرق الأوسط،
ونتمنى تقديم المعلومات والدورات التدريبية للمدافعين
الناطقين بالعربية |
ماذا عن الشرق الأوسط: هل تقدمون معلومات باللغة
العربيةُ، و هل ستنظمون دورات تدريبية باللغة العربية في جنيف أو في
العالم العربي؟
نحن نعلم أن المدافعين عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط حريصون
جداً على الحصول على معلومات حول نظام الأمم المتحدة لحقوق الإنسان،
وعن كيفية الاستفادة منها. بيد أن هناك نقصاً حاداً في المعلومات والإمكانات
لدى أولئك المدافعين، ويمكننا أن نلمس ذلك في عملنا اليومي هنا في
جنيف. ومنظمتنا في وضع مناسب جداً لملء هذه الفراغ. وفي الوقت الحالي،
فإن أكثر إصداراتنا هي باللغة الإنجليزية، ولكننا نحاول الحصول على
تمويل لترجمة الوثائق الرئيسية إلى اللغة العربية.
أما بالنسبة للدورات التدريبية باللغة العربية، فالخدمة الدولية
لحقوق الإنسان تسعى حالياً للحصول على تمويل لتنفيذ إستراتيجية جديدة
للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ونتمنى تقديم نفس النوع من المعلومات
ذات الجودة العالية، وكذلك الدورات التدريبية للمدافعين الناطقين بالعربية،
تماماً مثلما نفعل بالنسبة للمتحدثين باللغتين الانجليزية والفرنسية.
وبهذه المناسبة، أود تشجيع المزيد من المدافعين عن حقوق الإنسان
العرب، من الذين يجيدون التحدث باللغة الانجليزية، على المشاركة في
الدورات التدريبية، حيث أن عدد المشاركين من العرب في الدروات مؤخراً
كان قليلاً.
للتقدم من اجل المشاركة في الدورات، يرجى مراجعة:
www.ishr.ch/capacity_building
هل لدى المنظمة جدول أعمال محدد، ثم هل تقيم حملاتها
بناء على حالات قطرية معينة؟
ليس لدى الخدمة الدولية لحقوق الإنسان بلداً محدداً في جدول أعمالها،
لأنها في الأساس منظمة خدماتية، تضع خدماتها وخبرتها لخدمة جميع المدافعين
عن حقوق الإنسان في العالم. وقد لعبت المنظمة دوراً رئيسياً في العملية
التي أدت إلى صياغة مسوّدة إعلان الأمم المتحدة الخاص بالمدافعين عن
حقوق الإنسان في عام 1998، وإنشاء ولاية المقرر الخاص للأمم المتحدة
المعني بالمدافعين عن حقوق الإنسان، ونحن مستمرون دوماً في التعامل
بفعالية مع هذه القضية التي تعتبر اللب في رسالة المنظمة. وعلى سبيل
المثال نحن نقوم أيضا بنشاطات عديدة لضمان أن يكون مجلس حقوق الإنسان
التابع للأمم المتحدة قوياً وفعّالاً، دون أن نتخذ موقفاً معيناً حيال
أوضاع حقوق الإنسان في العالم.
هل لديكم أنشطة في هذا الميدان؟
نقوم بأنشطة في كثير من مناطق العالم، وخصوصا بالنسبة إلى ما يتعلق
بآليات حقوق الإنسان الإقليمية عندما تنشأ، كما هو الحال بالنسبة للجنة
الأفريقية لحقوق الإنسان، ومنتدى آسيا والمحيط الهادئ، واللجنة الأمريكية
الدولية. أما بالنسبة للشرق الأوسط، فقد وجهت لنا الدعوة لتنظيم دورات
تدريبية في الماضي للمدافعين عن حقوق الإنسان وللمؤسسات الوطنية الحقوقية.
ونحن حريصون على الحصول على مزيد من الفرص للقيام بذلك.
لمزيد من المعلومات عن منظمتنا يرجى الإطلاع على:
www.ishr.ch
وللاشتراك في المنشورات التي تصدرها منظمتنا يرجى الاطلاع على:
www.ishr.ch/subscribe
|