حسن موسى الشفيعي

نحو مؤتمر للجميعات الحقوقية

حسن موسى الشفيعي

السياسيون البحرينيون براغماتيون! لديهم قبّة البرلمان يجتمعون تحت ظلّها يتحاورون ويتجادلون في الموضوعات السياسية التي تخصّهم. ليست هناك مقاطعة رغم الإختلافات، فاللعبة السياسية تفرض على الجميع ـ بمن فيهم الحكومة ـ إبداء قدر معقول من الإنفتاح والتلاقي، مهما تعددت الآراء والمواقف، ومهما اختلفت الرؤى والمقاربات، ومهما تنوّعت الأيديولوجيات والأساليب.

والشباب بجمعياتهم السبع، شكلوا لهم إطاراً خاصاً بهم، ناقشوا فيه مشاكلهم وقضاياهم، كان آخر اجتماعهم قد تمّ الشهر الماضي.

والجمعيات النسائية المتعددة تنتظم تحت مظلّة (الإتحاد النسائي) و (المجلس الأعلى للمرأة).

أما المنظمات الحقوقية، فهي لاتزال متشرذمة، يطحنها التنافس، وتضارب الخلفيات السياسية، كما تعارض المواقف والأولويات. ومن هنا تأتي الحاجة الى مظلّة حقوقية تشمل المدافعين عن حقوق الإنسان، وتقوم بتنظيم حوار جادّ في مؤتمرات دورية، تخدم في نهاية الأمر المشتغلين في هذا الحقل الحقوقي، وتقفز بالموضوع الحقوقي الى مديات متقدمّة.

يمكن من خلال عقد مؤتمر وطني حقوقي، أن يصل العاملون الى رؤية وتقييم مشترك للوضع السياسي برمته، كما الوضع الحقوقي. كما يمكن مناقشة الخطاب المشترك للجمعيات الحقوقية، وطريقة التعاطي مع الموضوعات المختلفة، ما يؤدي الى توحيد المواقف تجاه قضايا محددة، وبالتالي تشكيل ثقل كبير في الساحة المحلية، يمكن استثماره في التأثير على صانعي القرار والمشرّعين، فضلاً عن الإستفادة منه في أية مشروع يقترح لتنوير المجتمع، وتفعيل دوره.

وفي المؤتمر يمكن أن يناقش الناشطون قضايا التعاون فيما بينهم، ومساعدة بعضهم بعضاً في مجالات محددة في التدريب والإعلام والحضور الدولي والتمويل وما أشبه من قضايا وهموم مشتركة. وزيادة في ذلك، فإنه من خلال المؤتمر والحوار يمكن مناقشة القضايا الخلافية، إن وجدت، وتحجيم المنافسة وتنظيمها بين الجمعيات، كما تحجيم دور الاختلافات الأيديولوجية والسياسية، بحيث لا تمنع التوافق على أرضية مشتركة.

نحن في مرصد البحرين لحقوق الإنسان، نرى ضرورة الحوار والدعوة الى مؤتمر للجمعيات الحقوقية، ونعتقد بأن الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان، هي الأقدر على أخذ زمام المبادرة، ولم الشمل، وإزالة القلق غير المبرر، والتقريب في الرؤى والمناهج، وذلك لما تتمتع به من نضج، وخبرة في الميدان الحقوقي، وحكمة في معالجة القضايا الشائكة.